يبدء الأقباط اليوم صوم أول أيام يونان في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تبدأ الكنيسة اليوم الأثنين السادس من فبراير 2023 ، صوم نينوى أو صوم يونان كما يطلق عليه الأقباط الأرثوذكس ، وهو صيام من الدرجة الأولى ، حيث يمتنع المسيحيون عن تناول الأطعمة التي تدب فيها الروح لمدة 3 أيام متتالية ، وهو يسبق الصوم الكبير بـ15 يوما فقط. "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال." (مت 12: 40)

صوم يونان

وبدء صوم يونان في الكنيسة القبطية في عهد البابا إبرام البابا رقم 62 من بابوات الكرازة المرقسية، ويرجع اختيار هذا التوقيت بعد عيد الغطاس، وقبل الصوم الكبير لكتنبيه للنفس بالتوبة وضبط الشهوات ويعتبر صوم يونان هو صيام من الدرجة الأولى، فيكون انقطاعي على مدار أيامه الثلاث وتكون من الساعة 12 صباحًا وحتى ساعات الغروب، كما إن الوجبات التي يتم تناولها تكون مما يخرج من الأرض فقط «لا يؤكل فيه السمك أو اللحوم أو الدواجن أو البيض ومشتقاتهم».

ويقول الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس ، إن صوم يونان يعتبر من حكم أصوام المرتبة الأولى، فيصام انقطاعيًا طوال الثلاث أيام إلى ساعة متأخرة ،ويعتبر صوم يونان مدته 3 أيام، ويسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف فطر صوم يونان بـ (فصح يونان) وهو اصطلاح كنسى فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذى يطلق عليه أيضا (عيد الفصح) مما يدل على أن الكنيسة تنظر إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة السيد المسيح.

صوم يونان في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

  • حيث انه في القرون الأولى من المسيحية، كانت تصوم كنيسة السريان الأرثوذكسية صيام أهل نينوى وكانت مدته ستة أيام وليست ثلاثة فقط، ولكن كانت تصومهم في الشدائد والأوقات العصيبة التي كانت تمر بها الكنيسة في تلك الأوقات.
  • و لكن اختفى لبعض القرون من الكنيسة السريانية لأنه كان يصام فقط في أوقات الصعاب ليس أكثر، فاندثرت عادة صيامه حتى القرن السادس عندما فرضته الكنيسة السريانية عند انتشار مرض الطاعون في العراق، وبالتحديد في مدينة نينوى التابعة للكنيسة وصار يصام كل عام لمدة 3 أيام وليس كما كان في السابق فقط في وقت الأزمات والشدائد، وكان يصام لمدة ستة أيام وليست ثلاثة فقط.
  • و لكن ما كان دفع الكنيسة السريانية في فرض ذلك الصوم وتثبيته أو بمعنى أدق رجوع ظهوره في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هو أنه في ذلك الوقت عندما أصيب عدد كبير من أهل البلد استدعى حتى أن يعين الملك أشخاصًا يكونوا مسئولين عن دفن الموتى من مرض الطاعون اللعين، فرضت الكنيسة السريانية في ذلك الوقت صيامًا لمدة ثلاثة أيام ليرفع الله عن البلاد ككل وعن نينوى بالتحديد ذلك المرض الذي كان يهشم في البلاد ويقبض الأرواح بسرعة رهيبة دون رحمة ولا قدرة على مجرد إدراكها حتى.

صوم يونان في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

  • حيث انه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترجع أول مرة صام فيها الشعب القبطي صيام نينوى كانت في عهد البابا إبرام بن زرعة والذي كان من أصل سرياني أيضًا وكان البطريرك رقم 62 في تسلسل البطاركة الذين جلسوا على كرسي القديس مرقس الرسول ومبشر ديارنا المصرية.
  • وكان بدأ الأقباط في مصر يصومون ذلك الصوم كنوع من إعلان لمحبتهم للبطريرك الذي كان يصوم صوم نينوى بما أنه كان من أصل سرياني، وكنوع أيضًا من المشاركة والمحبة أيضًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتي تتحد مع الكنيسة القبطية في المذبح والإيمان.

صوم يونان لم تفرضه الكنيسة مطلقًا على شعبها

  • حيث نلاحظ أيضًا أن الشعب هو الذي صامه ولم يكن مفروضًا من الكنيسة مما يجعلنا نلتفت لحقيقة هامة جدًا، وهي إن الإنسان المسيحي في القرون الأولى كان ميال للزهد والبعد عن كل أنواع الترف.
  • و لكن لم تفرضه الكنيسة مطلقًا على شعبها، فلم نجد في قوانين البابا خرستوذولس البطريرك 66 أو البابا كيرلس الثاني البطريرك 67 أي إشارة لفرض ذلك الصوم على الأقباط.
  • و لكن في القرن الثالث عشر نجد أن أولاد العسال وبن كبر أيضًا في القرن الرابع عشر أشاروا إلى أن صيام نينوى كان موجودًا ويصومه المسيحيين بصورة مستمرة بمعنى أنه كان مستقر في التاريخ القبطي.

ويذكر لنا أيضًا التاريخ، بأنه لم يكن هناك بطريرك أمر بعدم صومه إلا فقط البطريرك غبريال الثامن رقم 97 في البطاركة فقط هو الذي منع الأقباط عن صومه لكن بعد نياحته رجع الأقباط لعادتهم السنوية بصومه قبل الصيام الكبير.

المسلمون والأقباط يصومون رمضان والصوم الكبير معا هذا العام

  • حيث يبدأ الأقباط الأرثوذكس الصوم الكبير يوم 20 من شهر فبراير الجاري والذى يستمر حتى يوم 19 أبريل، ويسبق عيد القيامة المجيد، ويستمر لمدة 55 يوما، يمتنع فيه الأقباط عن تناول اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، ويزامن هذا العام الصوم الكبير مع بعض الايام من شهر رمضان المبارك.
  • ويتضمن «صوم الكبير» ثلاثة أصوامٍ مجتمعة وهم صوم أسبوع الاستعداد ويدعى أيضاً بدل السبوت، وصوم السيّد المسيح ومدّته أربعين يوماً، تشبّهاً بصيام السيّد المسيح، والثالث صوم أسبوع الآلام.
  • وتقسيم أيّام الصّوم الكبير إلى أسابيع سبعة، وحدّدت لكلّ أسبوع إسماً خاصّاً يشير لخصوصيّته وهم أحد الكنوز، واحد التجربة، واحد الابن الضال، واحد السامرية، واحد المخلع، واحد المولود أعمى، احد الشعانين، ويبدأ اعتباراً من يوم الإثنين، وينتهي مع نهاية يوم الأحد "عيد القيامة".
  • وتقيم الكنائس خلال فترة صوم القيامة قداسات وصلوات بشكل يومي، وخلال الأسبوع الاخيرمن الصوم وهو «أسبوع الألم» صلاة تسمى«بصخة» وتكتسى الكنائس خلال هذا الأسبوع بالسواد جزنا على صلب السيد المسيح.
  • ويحرص العديد من مسيحي العالم خلال الأسبوع الأخير من الصوم الكبير للسفر إلى القدس وهو ما يسمى «حج الأقباط» لتبارك بمسيرة السيد المسيح قبل صلبه، يحتفل الأقباط فى السبت الأخير من الصوم الكبير بظهور النور المقدس من قبر المسيح بأورشليم

إقرأ أيضاً: خطوات تقديم تظلمات الشهادة الاعدادية الترم الاول 2023

تابعنا علي Follow صحيفة اخبارنا at Google News
إنضم لقناتنا على تيليجرام